ما هو هرمون الاستروجين وكيف يؤثر ارتفاعه ونقصه على نفسية المرأة؟

الاستروجين له وظائف عديدة في الجسم، إذ يحافظ على الجهاز التناسلي والخصائص الأنثوية لدى النساء، كالثدي وشعر العانة، وغيرهما، ويساهم في الحفاظ على صحة العظام وصحة الجهاز الدوري وغيرها من العمليات، ويتواجد هرمون الاستروجين في الذكور والإناث، لكنه ينتج بكميات أكبر في أجسام الإناث، فهو مسؤول عن التغيرات الفسيولوجية التي تساهم في بلوغ الفتاة، وفي تنظيم الدورة الشهرية، والإنجاب. 👧

1-ما هو الأستروجين الطبيعي؟

منذ البلوغ، تبدأ المبايض في إفراز الأستروجين متزامنة مع كل دورة شهرية، وفي منتصف الدورة، ترتفع مستويات الهرمون فجأة مما يؤدي إلى إطلاق البويضة (الإباضة)، ثم تنخفض المستويات بنفس السرعة التي ارتفعت بها. وخلال بقية الشهر، ترتفع مستويات الأستروجين وتنخفض تدريجيا.ً يختلف مستوى الأستروجين الطبيعي بين المرأة والأخرى خلال الشهر، حتى بين امرأتين في نفس اليوم من الدورة. إن مستوى الهرمون غير مرتبط بالاضطرابات العاطفية، ويعد الأستروجين لاعبًا رئيسيًا في تنظيم الحالة المزاجية حيث يعمل في جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك أجزاء الدماغ التي تتحكم في التعبير عن العواطف.

2-تأثيرات هرمون الأستروجين:

تتضمن زيادة السيروتونين وعدد مستقبلاته في الدماغ. يعتبر السيروتونين هرمون السعادة. يتم تعديل إنتاج وتأثيرات الإندورفينز أيضا،ً وهي المواد الكيميائية التي تساهم في شعور الراحة. مع ذلك، يحمي الأستروجين الأعصاب من التلف وقد يحفز نمو الأعصاب. يبقى من الصعب التنبؤ بتأثير الأستروجين وما تعنيه هذه التأثيرات في كل امرأة بمفردها. على سبيل المثال، على الرغم من التأثير الإيجابي للأستروجين على الدماغ، إلا أن العديد من اضطرابات المزاج في النساء تتحسن بعد سن اليأس، عندما تكون مستويات الأستروجين منخفضة جدا.ً

يعاني ما يقرب من 90٪ من النساء من أعراض مزعجة ومؤلمة قبل فترة الحيض، وإذا كانت هذه الأعراض شديدة بما يكفي للتأثير على جودة الحياة، فإنها تصنف كمتلازمة ما قبل الطمث. يجب توافر بعض الشروط لتشخيص حالة متلازمة ما قبل الطمث، بما في ذلك حدوث الأعراض الجسدية والعاطفية بشكل موثوق قبل أيام قليلة من الحيض، وتكرار الأعراض قبل كل فترة حيض، واختفاء الأعراض بعد انتهاء الحيض، وتسبب الأعراض مشاكل شخصية كبيرة، وعدم وجود عوامل أخرى مثل الأدوية أو الكحول تسبب هذه الأعراض، وحدوث انتفاخ أو تورم في الذراعين والساقين والثدي، بالإضافة إلى الشعور بالعاطفة المفرطة مثل الاكتئاب والغضب والقلق والانسحاب الاجتماعي.

هناك حالة أخرى تسمى اضطراب ما قبل الطمث الذي يعاني منه بعض النساء ويتسم بأعراض مزاجية سلبية بشكل حاد قبل الحيض، وقد يُعتبر هذا الاضطراب الأكثر قسوة بالمقارنة مع متلازمة ما قبل الطمث. في حالة اضطراب ما قبل الطمث، تكون الأعراض المزاجية أكثر حدة وتسبب مشاكل في الحياة اليومية، وتعاني ما يقارب من 3٪ إلى 9٪ من النساء من هذا الاضطراب. يبدو أن هرمون الاستروجين له دور في هذه الاضطرابات المزاجية، ولكن الآلية الدقيقة لا تزال غير مفهومة، حيث تكون مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء المصابات بمتلازمة أو اضطراب ما قبل الطمث طبيعية، وربما يكمن السبب في تفاعل الاستروجين مع أجزاء الدماغ ذات العلاقة بالمزاج.

الاستروجين واكتئاب بعد الولادة

تعتبر حدوث "الاكتئاب ما بعد الولادة" أمرًا شائعًا ومنتشرًا ويُعتَبَر طبيعيًا. يُعاني ما يُقارَبُ 10٪ إلى 25٪ من النساء من حالات اكتئاب شديد خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة. يُعتَقَد أن انخفاضًا مفاجئًا في مستوى هرمون الاستروجين بعد الولادة هو السبب المشتبَه فيه، ولكن لم يُثبَت بعد وجود ارتباط مُبَاشَر. يتعامل الاكتئاب ما بعد الولادة بنفس الطريقة المتبعة في علاج أي نوع آخر من الاكتئاب، بمضغ العقاقير المضادة للديسبيرسياون والعلاج النفسي، بالإضافة إلى تناول بعض المركبات التي تحتوي على الهرمون الأنثويستروجين، والتي تظهر آثاراً مشجعة في العلاج.

تؤثر هرمون الاستروجين على الحالة النفسية للنساء قبل دورة الانقطاع. في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث، تكون مستويات الاستروجين غير منتظمة وغير متوقعة، وخلال هذه الفترة، يعاني ما يقرب من 10٪ من النساء من الإكتئاب الناجم عن تقلب مستويات هرمون الاستروجين. وتشير بعض البحوث إلى أن استخدام الهرمونات الأنثوية عن طريق الجلد يمكن أن يعزز من تحسن مزاج النساء خلال الفترة التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية، ولم يتم دراسة مضادات الاكتئاب في هذا البحث😔

3-مصادر اخرى للاستروجين:

تحتوي بعض الأطعمة على الفيتواستروجين، وهي المادة الطبيعية التي تماثل الاستروجين، ومن هذه الأطعمة ما يلي:

التوت.
المكسرات.
الفواكه.
البذور.
القمح.
الصويا.

وقد تحتوي بعض الأعشاب والمكملات الغذائية على الفيتوستروجين الذي يماثل عمل الاستروجين، وتساعد في تنظيم مستوى الاستروجين في الجسم، والسيطرة على أعراض انقطاع الطمث أو سن اليأس ، ومن هذه الأعشاب والمكملات الغذائية نذكر: نبتة كوهوش السوداء، البرسيم الأحمر، وإيزوفلافون الصويا🍊

3-إفراز هرمون الاستروجين:

يتم إنتاج هرمون الاستروجين في المقام الأول عن طريق المبيضين، و يتم إطلاقه من قبل الحويصلات على المبيضين، كما يتم إفرازه من الجسم الأصفر بعد خروج البويضة من الحويصلة، ومن المشيمة.

4-تركيب الاستروجين:

الجزيء الأساسي الذي يبدأ بتصنيع هرمون الاستروجين هو الكوليسترول، فهو يشكل أندروستينوديون، وهي مادة لها نشاط معتدل الذكورة، وهي المادة التي تعد نقطة البداية في إنتاج هرمون الاستروجين والتستوستيرون، هذا المركب يعبر الغشاء القاعدي في الخلايا الحبيبية المحيطة بها، حيث يتم تحويلها إلى إيسترون أو استراديول، إما مباشرة أو من خلال التستوستيرون.

يتم تحفيز تحول التستوستيرون إلى استراديول والأندروستينوديون إلى إيسترون، من قبل انزيم الأروماتاز، و مستويات الاستراديول تختلف خلال الدورة الشهرية، مع المستويات الأعلى قبل التبويض.

5-نسبة هرمون الإستروجين الطبيعية عند النساء:

يختلف المستوى الطبيعي على نطاق واسع اعتماداً على عمر الشخص كالتالي:

20 : 29 سنة المتوسط هو 149 بيكوغرام/ مل.
30 :39 سنة يرتفع إلى 210 بيكوغرام/ مل.
40 سنة وأكثر يرتد المستوى إلى 152 بيكوغرام/ مل.

ملاحظة: هذا المستوى للنساء اللاتي لم يصلن بعد إلى سن اليأس.

تعد هذه المستويات هي تعميمات، لأن المستوى الدقيق يختلف على أساس يومي، و يرتبط ارتباطاً وثيقا بالمراحل المختلفة من الدورة الشهرية، إذ يكون مستوى الاستروجين في بداية دورة الحيض مرتفعاً.

تأثير الاستروجين على نفسية المرأة

6-انخفاض مستويات هرمون الاستروجين:

يمكن أن يؤدي نقص حاد في هرمون الاستروجين إلى انخفاض مستوياته ليصل إلى 10-20 بيكوغرام/ مل، وظهور عدة أعراض منها:

التعب والإرهاق.
التعرق الليلي.
جفاف المهبل.
ضعف الذاكرة.
بعض النساء يعانين من التهيج، و تقلب المزاج.
يمكن أن ينجم نقص هرمون الاستروجين عن:
اضطرابات الأكل: مثل فقدان الشهية.
انقطاع الطمث.
الاستئصال الجراحي للمبايض.
حالات خلقية مثل متلازمة تيرنر، وتضخم الغدة الكظرية الخلقي؛ وهما من الاضطرابات الخلقية التي تؤدي لشذوذ هرموني عميق، فضلاً عن الخصائص الفيزيائية المميزة😓

7-ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين:

تعرف مستويات هرمون الاستروجين المرتفعة عادة عندما تتجاوز 200 بيكوغرام/ مل.

تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:

السمنة.
تناول الأدوية.
الإجهاد وأسلوب الحياة.
أمراض القلب والأوعية الدموية.
الإفراط في تناول الكحول.
وتشمل الأعراض الشائعة: تقلب المزاج، والقلق، والاكتئاب، والأرق.
وقد يرتبط التعرض لزيادة هرمون الاستروجين بزيادة الخطر لسرطان الثدي.

تحديد جنس الطفل:

إن الأنوثة عند الطفل لا تتم إلا بتأثير الكمية الوفيرة من الاستروجين، حيث يزداد نمو الأنسجة التناسلية ويزداد حجمها ونضجها كذلك يزداد النمو والتطور في عضلات الرحم وبطانة الرحم، علماً بأن الاستروجين يؤثر على نسيج الجهاز التناسلي في الذكور والإناث.

تأثيره على الرحم و بقية أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي:

تزداد كمية الماء والشوارد وعدداً من الخمائر، خاصة في غشاء باطن الرحم، ويتكثف الغشاء المخاطي للمهبل نتيجة زيادة الجليكوجين في خلايا الغشاء المخاطي، حيث يتكون منه حمض اللبن تحت تأثير عصيات دودرلين، وتؤدي كل من كثافة الغشاء المخاطي وزيادة الحموضة والتقرن إلى زيادة مقاومة المهبل تجاه العوامل الممرضة، وتنقص مفرزات الجماع والإثارة الجنسية عند نقص الاستروجين، وتزداد عند زيادة الاستروجين.

تأثيره على الدهون:

يخضع توزيع الدسم والشحوم عند النساء لتأثير الاستروجين، ويزيد الاستروجين من كثافة الجلد، ومن احتوائه للماء، وهو يعاكس تأثير الأندروجين الذي يزيد فعالية الغدد الدهنية في الجلد، وزيادة مفرز الدهن الجلدي في الوجه والظهر.

خارج الجهاز التناسلي:

لوحظ أن الاستروجين قد يؤخر نسبة النمو، إذ لوحظ أن نسبة النمو وسرعته قبل البلوغ تكون أشد مما بعد البلوغ، وفي مرحلة الكهولة الأولى يتركز النمو في الجذع خاصة، ويلاحظ في حالات فرط الاستروجين أن نسبة النمو تصبح أبطأ، ولوحظ أن تأخير الارتفاع المتسارع للاستروجين في مرحلة البلوغ يؤخر فترة البلوغ ويطيل فترة النمو معها.

تأثير استقلابي:

تأثير استقلابي بروتيني إيجابي، خاصة في الأنسجة المحيطية والأعضاء التناسلية المحيطية ويؤثر على البروتين، لذلك عند قصور المبيض ونقص الاستروجين يلاحظ اضطراب توازن البروتينات، ونقص اللحمة العظمية أو الفراش العظمي خاصة في الفقرات، ويؤدي هذا النقص إلى تثقب العظام، وغالباً ما نجد هذا بعد سن اليأس لتراجع وظيفة المبيضين، أو بعد استئصال المبيض عند الشابات، أو غياب المبيضين، ويزيد الاستروجين نسبة اتحاد الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية في الدم مع البروتين، ونسبة اتحاد هرمونات قشر الكظر مع البروتين في الدم، لكن لا تزال الآلية التي تؤثر فيها الاستروجينات على الجسم مجهولة.

8-هل هناك دور آخر للأستروجين:

تشير الدراسات إلى أن كمية الاستروجين الصحية في الجسم يمكن أن تحمي النساء من سرطان الثدي. ومعروف أيضًا أنه يعزز الكولاجين في البشرة، مما يجعلها صحية ومشرقة. وانخفاض هرمون الاستروجين يزيد من خطر الأمراض القلبية للنساء. وخلال الحمل، يسهم الاستروجين في دعم صحة نمو الجنين.

* ليست النساء فقط من يمتلكن الأستروجين!!

نعم، الرجال لديهم هرمون الأستروجين، لكن بكميات قليلة جدا،ً تشابه الكميات المنخفضة من هرمون التستوستيرون الموجودة لدى الإناث. وتكون الكميات المنخفضة من الأستروجين لدى الرجال غير مؤثرة على الدماغ كما هو الحال في الإناث، ولذلك قد تتعرض المرأة لمزاجية أكثر من الرجل عند انخفاضه👳

تعديل المقال